اتهمت باختطاف الشباب من قضايا جوهرية
ظاهرة مطرب "أنا مش خرونج" تحجب الحراك السياسي في مصر
|
| |
مطرب "كنج كونج" يرفض أن يكون مجرد فقاعة هواء | |
دبي - العربية.نت
يُعد أبوالليف أحدث مغنٍّ على الساحة الفنية في مصر، وحقق ألبومه في أيامه الأولى أرقاماً قياسية وصلت إلى 40 ألف نسخة، إلا أن هذا لم يمنع الجدل الذي أثارته كلمات الأغاني للشاعر المعروف أيمن بهجت قمر، فالأغاني اعتبرها البعض احتوت على كلمات سوقية وصادمة.
وفي حديثه للزميلة راندة أبوالعزم في برنامج "صباح العربية" نفى أبوالليف البالغ من العمر 42 عاماً خروجه عن الآداب العامة، قائلاً: "الشاعر أيمن بهجت قمر كتب كلماته من واقع ملموس، حيث نرى اليوم أن الشباب والبنات في الجامعات والنوادي يقولون كلمات أفظع بكثير، وكلمة "خرونج" كلمة عادية تعني أنا لست تافهاً، وسبق للنجم عادل إمام أن استخدمها في إحدى مسرحياته وأجازتها الرقابة".
ولا يعتبر أبوالليف نفسه ظاهرة أو فرقعة بل - على حد تعبيره - مجدداً لفن "المونولوج" الذي أجاده من قبل الفنان "شكوكو" والنجم الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، وفي هذا الصدد يقول: "لو كان ظهوري مجرد فقاعة لما كنت تمكنت من إصدار ألبوم بهذا الشكل المتقن والجيد".
وكان الألبوم أثار انقساماً في الشارع المصري، حيث رأى بعضهم من خلال حديثهم لـ"العربية" أن ذلك ظاهرة مؤقتة ستزول في القريب العاجل، وبالمقابل أثارت تلك الأغاني إعجاب بعض الشباب وجعلتهم يستمتعون بالإنصات لها.
وعن سبب اختياره للقب "أبوالليف" يقول نادر أحمد: "إن أصحابه كانوا ينادونه منذ زمن بعيد بهذا الاسم نظراً للحيته الكثة والكثيفة"، مشيراً إلى إعجابه بالغناء لأساطين الطرب القديم مثل محمد عبدالمطلب ووديع الصافي ومحمد رشدي.
وقال إنه عمل في مهن متعددة وهاجر إلى ليبيا وعانى كثيراً قبل أن تنفتح أبواب النجاح أمامه، فرغم أنه خريج معهد "الكونفرستوار" فقد عمل بائعاً في سوبر ماركت وفي مجال الزراعة والطباعة، والآن يجد نفسه ضيفاً على أشهر البرامج في الإذاعات والتلفزيونات المصرية والعربية.
من جانبه دافع الشاعر أيمن بهجت قمر عن كلمات الأغاني، معتبراً أنها طبيعية ومعبرة، وشيء طبيعي أن تصدم جمهور المستمعين في البداية وسرعان ما سيعتادون عليها.
ويقول مقطع الأغنية التي فاق زوارها على الإنترنت 250 ألفاً: "أنا مش خرونج. لا أنا كينج كونج. ده وأنا رابط ايدي بألعب بينج بونج".
وفاقت مبيعات الأغنية كل التوقعات، إذ إن الطلب عليها في مصر زاد على المعروض، وقال إعلاميون إن محال بيع شرائط وأسطوانات الأغاني يردون دائماً على زبائنهم بنفاد الكمية، ويحتاج البعض إلى واسطة أو دفع قيمة أكبر للحصول عليها.
ويعتبر بعض النقاد والمراقبين أن ظاهرة "أبوالليف" جاءت متصادمة تماماً مع ظاهرة الحراك السياسي الحالي في مصر التي بدأت بإعلان رئيس الوكالة الدولية الذرية السابق د. محمد البرادعي عودته إلى مصر وبدء حملته للترشح للرئاسة، إذ في الوقت الذي كان الكثيرون يعولون على تفاعل أجيال الشباب مع ذلك الحراك، جاء "أبوالليف" ليختطف ذلك الأمل.
لكن هناك مَنْ رأى أنها ظاهرة طبيعية معتادة على تطور الأغنية في مصر لا تعني الشباب كلهم ولا تأثير سلبياً لها في الحراك السياسي أو تفاعل الأجيال الجديدة مع القضايا الجوهرية، ودلل على ذلك بأن محمد عبدالوهاب غنى في زمنه بعض الأغاني التي اعتبرت حينها مخالفة للذوق العام، ثم سرعان ما اعتادت الآذان سماعها وتحولت في ما بعد إلى تراث مصري. |